فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ} (55)

{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }-ليس لكم أيها المؤمنون ناصر إلا الله ورسوله والمؤمنون الذين صفتهم ما ذكر- تعالى ذِكرُه- فأما اليهود والنصارى الذين أمركم الله أن تبرءوا من ولايتهم ، ونهاكم أن تتخذوا منهم أولياء فليسوا لكم أولياء ولا نصراء ، بل بعضهم أولياء بعض ، ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا ؛ -( {[1790]} ) نقل الطبري بسنده عن عبادة بن الصامت قال : لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى عبادة بن الصامت إلى رسوله الله صلى الله عليه وسلم- وكان أحد بني عوف بن الخزرج- فخلعهم إلى رسول الله وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم ، وقال : أتولى الله ورسوله والمؤمنين ، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم ، ففيه نزلت( {[1791]} ) : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } يقول عُبادَة : أتولى الله ورسوله والذين آمنوا ، وتبرئه من ولاية بني قينقاع وولايتهم ، إلى قوله : { . . فإن حزب الله هم الغالبون } ؛ إن مولانا سبحانه عهد إلينا في محكم التنزيل أن ندع ولاية من حاد الله ورسوله ولو كانوا أولى قربى : ( يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان . . ) ( {[1792]} ) ؛ وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل وده هم أهل التقوى وإن بعد نسبهم ، ومن عداهم ليسوا من الله تعالى ولا من رسوله في شيء ؛ في الصحيح : " إن آل أبي فلان ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين " .


[1790]:من جامع البيان.
[1791]:وأورد الألوسي- رحمه الله تعالى- بحثا في الرد على الشيعة الذين زعموا أن الآية الكريمة، أثبتت إمامة علي رضي الله تعالى عنه، ونفت الإمامة عمن عداه؛ والبحث يناهز الألفي كلمة 2000..
[1792]:من سورة التوبة. من الآية 23.