الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَيَلۡبَسُونَ ثِيَابًا خُضۡرٗا مِّن سُندُسٖ وَإِسۡتَبۡرَقٖ مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۚ نِعۡمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتۡ مُرۡتَفَقٗا} (31)

{ أولئك } خبر إن و { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } اعتراض ، ولك أن تجعل { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } و { أولئك } خبرين معاً . أو تجعل { أولئك } كلاماً مستأنفاً بياناً للأجر المبهم .

فإن قلت : إذا جعلت { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } خبراً ، فأين الضمير الراجع منه إلى المبتدأ ؟ قلت : { مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } و { الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } ينتظمهما معنى واحد ، فقام : { مَنْ أَحْسَنَ } مقام الضمير . أو أردت : من أحسن عملا منهم ، فكان كقولك : السمن منوان بدرهم . من الأولى للابتداء . والثانية للتبيين وتنكير { أَسَاوِرَ } لإبهام أمرها في الحسن . وجمع بين السندس : وهو مارقّ من الديباج ، وبين الإستبرق : وهو الغليظ منه ، جمعاً بين النوعين وخص الاتكاء ، لأنه هيئة المنعمين والملوك على أسرتهم .