{ أولئك لهم جنات عدن } ، أي : إقامة فكأنه قيل فما لهم فيها فقيل : { تجري من تحتهم } ، أي : من تحت منازلهم { الأنهار } وذلك لأنّ أفضل المساكن ما كان تجري فيه الأنهار أو الماء فكأنه قيل ثم ماذا فقيل : { يحلون فيها } وبنى الفعل المجهول لأنّ المقصود وجود التحلية وهي لعزتها إنما يؤتى بها من الغيب فضلاً من الله تعالى .
ولما كانت نعم الله لا تحصى نوع منها قال تعالى مبعضاً : { من أساور } جمع أسورة كأحمرة جمع سوار كما يلبس ذلك ملوك الدنيا من جبابرة الكفرة في بعض الأقاليم كأهل فارس وقيل من زائدة ، وقيل للابتداء ومن في قوله تعالى : { من ذهب } للبيان صفة لأساور وتنكيرها لتعظيم جنسها عن الإحاطة به . وقيل للتبعيض . ولما كان اللباس جزاء العمل فكان موجوداً عندهم أسند الفعل إليهم فقال : { ويلبسون ثياباً خضراً } لأنّ الخضرة أحسن الألوان وأكثرها طراوة ثم وصفها بقوله تعالى : { من سندس } وهو ما رقّ من الديباج { وإستبرق } وهو ما غلظ منه جمع بين النوعين للدلالة على أنّ فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وفي آية أخرى { بطائنها من إستبرق } [ الرحمن ، 54 ] فيكون الغليظ بطانة للرقيق ، ثم استأنف الوصف عن حال جلوسهم فيها بأنه جلوس الملوك المتمكنين من النعيم فقال تعالى : { متكئين فيها } ، أي : لأنهم في غاية الراحة { على الأرائك } جمع أريكة وهي السرير في الحجلة وهي بيت يزين بالثياب والستور للعروس ثم مدح هذا بقوله تعالى : { نعم الثواب } ، أي : الجزاء الجنة لو لم يكن لها وصف غير ما سمعتم فكيف ولها من الأوصاف ما لا يعلمه حق علمه إلا الله تعالى وإلى ذلك أشار بقوله تعالى : { وحسنت } ، أي : الجنة كلها وبين ذلك بقوله تعالى : { مرتفقاً } ، أي : مقرّاً ومرتفقاً ومجلساً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.