الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{۞مَّآ أَشۡهَدتُّهُمۡ خَلۡقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَا خَلۡقَ أَنفُسِهِمۡ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّينَ عَضُدٗا} (51)

{ مَّا أَشْهَدتُّهُمْ } وقرىء : «ما أشهدناهم » ، يعني : أنكم اتخذتموهم شركاء لي في العبادة ، وإنما كانوا يكونون شركاء فيها لو كانوا شركاء في الإلهية ، فنفى مشاركتهم في الإلهية بقوله : { مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السماوات والأرض } لأعتضد بهم في خلقها { وَلاَ خَلْقَ أَنفُسِهِمْ } أي ولا أشهدت بعضهم خلق بعض كقوله : { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ } [ النساء : 29 ] . { وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المضلين } بمعنى وما كنت متخذهم { عَضُداً } أي أعواناً ، فوضع المضلين موضع الضمير ذمّاً لهم بالإضلال ، فإذا لم يكونوا عضداً لي في الخلق ، فما لكم تتخذونهم شركاء لي في العبادة ؟ وقرىء : «وما كُنْتَ » بالفتح : الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمعنى : وما صحّ لك الاعتضاد بهم ، وما ينبغي لك أن تعتز بهم . وقرأ علي رضي الله عنه : «وما كنت متخذاً المضلين » بالتنوين على الأصل . وقرأ الحسن : «عضدا » بسكون الضاد ، ونقل ضمتها إلى العين . وقرىء : «عُضْداً » بالفتح وسكون الضاد . و «عُضُدا » بضمتين و «عَضَداً » بفتحتين : جمع عاضد ، كخادم وخدم ، وراصد ورصد ، ومن عضده : إذا قواه وأعانه .