قوله : { بَلْ نَقْذِفُ بالحق عَلَى الباطل } . «بَل » حرف إضراب عن اتخاذ اللهو واللعب وتنزيه لذاته كأنه قال : سبحاننا أن نتخذ اللهو واللعب بل من موجب حكمتنا أن نغلب{[27965]} اللعب بالجد وندحض الباطل بالحق{[27966]} .
والمعنى دع الذي قالوا فإنه كذب وباطل . و «نقذف » نرمي ونسلط قال تعالى : { وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً }{[27967]} أي يرمون بالشهب . «بالحق » بالإيمان ، «على الباطل » على الكفر وقيل : الحق قول الله : إنه لا ولد له ، والباطل قولهم : اتخذ الله ولداً . قوله : «فَيَدْمَغُه » العامة على رفع الغين نسقاً على ما قبله . وقرأ عيسى بن عمر بنصبها{[27968]} قال الزمخشري{[27969]} : وهو في ضعف قوله :
3705- سَأَتْرُكُ مَنْزِلِي لِبَنِي تَمِيم *** وأَلْحَقُ بالحجاز فَأَسْتَرِيحَا{[27970]}
وقرئ شاذاً «فيدمغه » بضم الميم{[27971]} ، وهي محتملة لأن يكون في المضارع لأن يكون لغتان في المضارع لغتان يَفْعَل ويَفْعُل ، وأن يكون الأصل والضمة للإتباع في حرف الحلق{[27972]} .
و «يدمَغُه » أي يصيب دماغه من قولهم : دمغت الرجل ، أي ضربته في دماغه كقولهم : رأسه وكبده ورجله ، إذا أصاب منه{[27973]} هذه الأعضاء . وأصل الدمغ شج الرأس حتى يبلغ الدماغ{[27974]} . واستعار القذف والدمغ تصويراً لإبطاله به ، فجعله كأنه جرم صلب كالصخرة مثلاً قذف به على جرم رخو أجوف فدمغه : أهلكه وأذهبه{[27975]} { فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } ذاهب ، { وَلَكُمُ الويل } يعني من كذب الرسول ونسب القرآن إلى أنه سحر وأضغاث أحلام ، وغير ذلك من الأباطيل .
قوله : { مِمَّا تَصِفُونَ } فيه أوجه :
أحدهما : أنه متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر ، أي : استقر لكم الويل من أجل ما تصفون . و «مِنْ » تعليلية . وهذا وجه وجيه .
والثالث : أنه حال من الويل ، أي : الويل واقعاً مما تصفون ، كذا قدره أبو البقاء{[27976]} و «مَا » في «ممَّا تَصِفُونَ » يجوز أن تكون مصدرية{[27977]} فلا عائد عند الجمهور{[27978]} ، وأن تكون بمعنى الذي{[27979]} ، أو نكرة موصوفة{[27980]} ، ولا بد من العائد عند الجميع{[27981]} ، حذف لاستكماله الشروط{[27982]} . والمعنى : ممّا تصفون الله بما لا يليق به من الصاحبة{[27983]} والولد{[27984]} . وقال مجاهد : مما تكذبون{[27985]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.