{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } .
{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ } إضراب عن اتخاذ اللهو عن إرادته . وتنزيه منه لذاته العلية كأنه قال : سبحاننا أن نتخذ اللهو واللعب أو نريده ، بل من شأننا أن ندحض الباطل بالحق { فَيَدْمَغُهُ } أي يمحقه بالكلية كما فعلنا بأهل القرى المحكية { فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } أي هالك بالكلية . وقد استعير لإرسال الحق على الباطل ( القذف ) الذي هو الرمي الشديد بالجرم الصلب كالصخرة . ولمحقه للباطل ( الدمغ ) الذي هو كسر الشيء الرخو الأجوف . وهو الدماغ بحيث يشق غشاءه المؤدي إلى زهوق الروح ، استعارة تصريحية تبعية . ويصح أن يكون تمثيلا لغلبة الحق على الباطل حتى يذهبه ، برمي جرم صلب على رأس دماغها رخو ليشقه ، وذكر : { فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } لترشيح المجاز . لأن من رمى فدمغ تزهق روحه . فهو من لوازمه . قال أبو السعود : وفي ( إذا ) الفجائية والجملة الاسمية من الدلالة على كمال المسارعة في الذهاب والبطلان ، ما لا يخفى . فكأنه زاهق من الأصل وفي الآية إيماء إلى علو الحق وتسفل الباطل . وأن جانب الأول باق والثاني فان { وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } أي مما تصفونه به من اتخاذ الولد ونحوه ، مما تتنزه عظمته عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.