فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ وَلَكُمُ ٱلۡوَيۡلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (18)

{ بل نقذف بالحق على الباطل } هذا إضراب عن اتخاذ اللهو أي دع ذلك الذي قالوا فإنه كذب وباطل بل شأننا أن نرمي بالحق على الباطل وبالإيمان على الكفر ، وقيل الحق قول لا إله إلا الله ، وأنه لا ولد له والباطل قولهم : اتخذ الله ولدا .

{ فيدمغه } أي يقهره ويهلكه وأصل الدمغ شق الرأس حتى يبلغ الدماغ ، ومنه الدامغة ، قال الزجاج : المعنى نذهبه ذهاب الصغار والإذلال ؛ وذلك أن أصله إصابة الدماغ بالضرب قيل : أراد بالحق الحجة وبالباطل الشبهة وقيل : الحق المواعظ والباطل المعاصي ، وقيل الباطل الشيطان ، وقيل بكذبهم ووصفهم الله سبحانه بغير صفاته .

{ فإذا هو زاهق } أي زائل ذاهب ، وقيل هالك تالف ، والمعنى متقارب { وإذا } هي الفجائية { ولكم الويل } يا معشر الكفار { مما تصفون } أي لكم العذاب في الآخرة بسبب وصفكم لله بما لا يجوز عليه من الصاحبة والولد ، وقيل : الويل واد في جهنم ، وهو وعيد لقريش ؛ بأن لهم من العذاب مثل الذي لأولئك و { من } هي التعليلية وهذا وجه وجيه و { ما } مصدرية أو موصولة أو نكرة موصوفة .