الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَقَالَ ٱلۡمَلَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيۡكُمۡ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَـٰٓئِكَةٗ مَّا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِيٓ ءَابَآئِنَا ٱلۡأَوَّلِينَ} (24)

{ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ } أن يطلب الفضل عليكم ويرأسكم ، كقوله تعالى : { وَتَكُونَ لَكُمَا الكبرياء فِى الأرض } [ يونس : 78 ] . { بهذا } إشارة إلى نوح عليه السلام ، أو إلى ما كلمهم به من الحثّ على عبادة الله ، أي : ما سمعنا بمثل هذا الكلام ، أو بمثل هذا الذي يدعي وهو بشر أنه رسول الله ، وما أعجب شأن الضلال لم يرضوا للنبوة ببشر وقد رضوا للإلهية بحجر : وقولهم : { مَّا سَمِعْنَا بهذا } يدلّ على أنهم وآباؤهم كانوا في فترة متطاولة . أو تكذبوا في ذلك لأنهماكهم في الغي ، وتشمرهم لأن يدفعوا الحق بما أمكنهم وبما عنّ لهم ، من غير تمييز منهم بين صدق وكذب .