الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن ذِكۡرٖ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ مُحۡدَثٍ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهُ مُعۡرِضِينَ} (5)

أي : وما يجدد لهم الله بوحيه موعظة وتذكيراً ، إلاّ جددوا إعراضاً عنه وكفرا به .

فإن قلت : كيف خولف بين الألفاظ والغرض واحد ، وهي الأعراض والتكذيب والاستهزاء ؟ قلت : إنما خولف بينها لاختلاف الإعراض ، كأنه قيل : حين أعرضوا عن الذكر فقد كذبوا به ، وحين كذبوا به فقد خفّ عندهم قدره وصار عرضة للاستهزاء والسخرية ؛ لأنّ من كان قابلاً للحق مقبلاً عليه ، كان مصدقاً به لا محالة ولم يظنّ به التكذيب . ومن كان مصدقاً به ، كان موقراً له .