الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن ذِكۡرٖ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ مُحۡدَثٍ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهُ مُعۡرِضِينَ} (5)

ثم قال تعالى ذكره{[50642]} { وما ياتيهم من ذكر من الرحمن محدث }[ 4 ] ، أي : ما يأتي هؤلاء المشركين من تذكير{[50643]} يحدثه الله إليك ، ويوحيه إليك إلا أعرضوا عنه ولم يسمعوه{[50644]} ، فهو محدث عند{[50645]} النبي عليه{[50646]} السلام{[50647]} ، وعند من نزل عليه ، وليس بمحدث في الأصل إنما{[50648]} سمي محدثا لحدوثه عند من لم يكن يعلمه ، فأنزل الله إياه ، وهو غير محدث لأنه كلام الله ، صفة من صفاته ، لو كان القرآن محدثا لكانت الأخبار التي فيه لم يعلمها الله حتى حدثت تعالى الله عن ذلك . ولو كان محدثا لكان قوله : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }{[50649]} الآية ، و{ قل هو الله أحد }{[50650]} السورة{[50651]} محدثا فيكون التوحيد لله محدثا ، وتكون صفاته التي أخبرنا بها في القرآن محدثة{[50652]} ؛ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا{[50653]} .


[50642]:"تعالى ذكره" سقطت من ز.
[50643]:ز: ذكر.
[50644]:ز: يستمعون.
[50645]:ز: عن.
[50646]:ز: صلى الله عليه وسلم.
[50647]:"الواو" من "وعند": سقطت من ز.
[50648]:ز: وإنما.
[50649]:آل عمران: 18.
[50650]:الإخلاص:1.
[50651]:"السورة" سقطت من ز.
[50652]:ز: محدثا.
[50653]:ز: كثيرا.