قرىء : «كاشفاتٌ ضرَّه » و«ممسكاتٌ رحمتَه » بالتنوين على الأصل ، وبالإضافة للتخفيف .
فإن قلت : لم فرض المسألة في نفسه دونهم ؟ قلت : لأنهم خوّفوه معرّة الأوثان وتخبيلها ، فأمر بأن يقرّرهم أوّلاً بأن خالق العالم هو الله وحده . ثم يقول لهم بعد التقرير : فإذا أرادني خالق العالم الذي أقررتم به بضرّ من مرض أو فقر أو غير ذلك من النوازل . أو برحمة من صحة أو غنى أو نحوهما . هل هؤلاء اللاتي خوّفتموني إياهن كاشفات عني ضرّه أو ممسكات رحمته ، حتى إذا ألقمهم الحجر وقطعهم حتى لا يحيروا ببنت شفه قال : { حَسْبِىَ الله } كافياً لمعرّة أوثانكم { عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المتوكلون } وفيه تهكم . ويروى أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم سألهم فسكتوا ، فنزل { قُلْ حَسْبِىَ الله }
فإن قلت : لم قيل : كاشفات ، وممسكات ، على التأنيث بعد قوله تعالى : ( ويخوفونك بالذين من دونه ) ؟ قلت : أنثهن وكن إناثاً وهن اللات والعزّى ومناة ، قال الله تعالى : { أَفَرَءيْتُمُ اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى أَلَكُمُ الذكر وَلَهُ الانثى } [ النجم : 19 - 21 ] ليضعفها ويعجزها زيادة تضعيف وتعجيز عما طالبهم به من كشف الضرّ وإمساك الرحمة ؛ لأنّ الأنوثة من باب اللين والرخاوة ، كما أنّ الذكورة من باب الشدّة والصلابة ، كأنه قال : الإناث اللاتي هن اللاّت والعزّى ومناة أضعف مما تدعون لهنّ وأعجز . وفيه تهكم أيضاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.