{ سَيَقُولُ الذين أَشْرَكُواْ } إخبار بما سوف يقولونه ولما قالوه قال : { وَقَالَ الذين أَشْرَكُواْ لَوْ شَآء الله مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَىْء } [ النحل : 35 ] يعنون بكفرهم وتمردهم أن شركهم وشرك آبائهم ، وتحريمهم ما أحلّ الله ، بمشيئة الله وإرادته . ولولا مشيئته لم يكن شيء من ذلك ، كمذهب المجبرة بعينه { كذلك كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ } أي جاءوا بالتكذيب المطلق ؛ لأن الله عزّ وجلّ ركب في العقول وأنزل في الكتب ما دلّ على غناه وبراءته من مشيئة القبائح وإرادتها ، والرسل أخبروا بذلك . فمن علق وجود القبائح من الكفر والمعاصي بمشيئة الله وإرادته فقد كذب التكذيب كله ، وهو تكذيب الله وكتبه ورسله ، ونبذ أدلة العقل والسمع وراء ظهره { حتى ذَاقُواْ بَأْسَنَا } حتى أنزلنا عليهم العذاب بتكذيبهم { قُلْ هَلْ عِندَكُم مّنْ عِلْمٍ } من أمر معلوم يصحّ الاحتجاج به فيما قلتم { فَتُخْرِجُوهُ لَنَا } وهذا من التهكم ، والشهادة بأن مثل قولهم محال أن يكون له حجة { إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن } في قولكم هذا { وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ } تقدّرون أن الأمر كما تزعمون أو تكذبون . وقرىء : «كذلك كذب الذين من قبلهم » بالتخفيف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.