بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءٖۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ حَتَّىٰ ذَاقُواْ بَأۡسَنَاۗ قُلۡ هَلۡ عِندَكُم مِّنۡ عِلۡمٖ فَتُخۡرِجُوهُ لَنَآۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَخۡرُصُونَ} (148)

قوله تعالى :

{ سَيَقُولُ الذين أَشْرَكُواْ } مع الله { لَوْ شَاء الله مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا } يعني : ولا أشرك آباؤنا ، ولكن شاء لنا ذلك وأمرنا به { وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْء } أي : من هذه الأشياء . ويقال : مذهبهم مذهب الجبرية . قال الله تعالى : { كذلك كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ } يعني : الأمم الخالية كذبوا رسلهم كما كذبك قومك . وإنما كذبهم الله لأنهم قالوا ذلك على وجه السخرية لا على وجه التحقيق كما قال المنافقون : نشهد أنك لرسول الله فكذبهم الله في مقالتهم ، لأنهم قالوا على وجه السخرية .

ثم قال : { حتى ذَاقُواْ بَأْسَنَا } يعني : الأمم الخالية أتاهم عذابنا فهذا تهديد لهم ليعتبروا . ثم قال : { قُلْ } يا محمد لهم قل : { هَلْ عِندَكُم مّنْ عِلْمٍ } يعني : بيان من الله { فَتُخْرِجُوهُ لَنَا } فبينوه لنا بتحريم هذه الأشياء التي كانوا يحرمونها ، ثم بيّن الله أنهم قالوا ذلك بغير حجة وبيان فقال : { إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن } يعني : ما تقولون إلا بالظن من غير يقين وعلم { وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ } يعني : قل لهم ما أنتم إلا تكذبون على الله .