قرئ «عاليهم » بالسكون ، على أنه مبتدأ خبره { ثِيَابُ سُندُسٍ } أي ما يعلوهم من لباسهم ثياب سندس . وعاليهم بالنصب ، على أنه حال من الضمير في { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ } أو في { حَسِبْتَهُمْ } أي يطوف عليهم ولدان عالياً للمطوف عليهم ثياب . أو حسبتهم لؤلؤاً عالياً لهم ثياب . ويجوز أن يراد : رأيت أهل نعيم وملك عاليهم ثياب . وعاليتهم : بالرفع والنصب على ذلك . وعليهم . وخضر وإستبرق : بالرفع ، حملا على الثياب بالجرّ على السندس . وقرىء «وإستبرق » نصباً في موضع الجر على منع الصرف لأنه أعجمي ، وهو غلط لأنه نكرة يدخله حرف التعريف ؛ تقول : الإستبرق ، إلا أن يزعم ابن محيصن أنه قد يجعل علماً لهذا الضرب من الثياب . وقرىء «واستبرق » ، بوصل الهمزة والفتح : على أنه مسمى باستفعل من البريق ، وليس بصحيح أيضاً : لأنه معرب مشهور تعريبه ، وأنّ أصله : استبره { وحلوا } عطف على { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ } .
فإن قلت : ذكر ههنا أنّ أساورهم من فضة ، وفي موضع آخر أنها من ذهب . قلت : هب أنه قيل وحلوا أساور من ذهب ومن فضة ، وهذا صحيح لا إشكال فيه ، على أنهم يسورون بالجنسين : إما على المعاقبة ، وإما على الجمع ، كما تزاوج نساء الدنيا بين أنواع الحلي وتجمع بينها ، وما أحسن بالمعصم أن يكون فيه سواران : سوار من ذهب ، وسوار من فضة { شَرَاباً طَهُوراً } ليس برجس كخمر الدنيا ؛ لأنّ كونها رجساً بالشرع لا بالعقل ، وليست الدار دار تكليف . أو لأنه لم يعصر فتمسه الأيدي الوضرة ، وتدوسه الأقدام الدنسة ، ولم يجعل في الدنان والأباريق التي لم يعن بتنظيفها . أو لأنه لا يؤول إلى النجاسة لأنه يرشح عرقاً من أبدانهم له ريح كريح المسك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.