تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{سَوَآءٞ مِّنكُم مَّنۡ أَسَرَّ ٱلۡقَوۡلَ وَمَن جَهَرَ بِهِۦ وَمَنۡ هُوَ مُسۡتَخۡفِۭ بِٱلَّيۡلِ وَسَارِبُۢ بِٱلنَّهَارِ} (10)

{ سواء منكم من أسر القول ومن جهر به } يقول : ذلك عند الله سواء سره وعلانيته { ومن هو مستخف بالليل } أي : يظله الليل { وسارب بالنهار } أي : ظاهر ، يقول : ذلك كله عند الله سواء .

قال محمد : قيل : { وسارب } معناه : ظاهر وأنشد بعضهم لشاعر يخاطب امرأة :

أنى سريت وكنت غير سروب *** وتقرب الأحلام غير قريب{[527]}

يقول : لم تكوني ممن يبرز ويظهر للناس ، فكيف تخطيت البعد إلينا في

سراك ؟ ! وقيل : معنى { وسارب } : ذاهب في حوائجه ؛ ومن هذا قول القائل :

أرى كل قوم قاربوا قيد فحلهم *** ونحن خلعنا قيده فهو سارب{[528]}

أي : ذاهب .


[527]:البيت لقيس بن الخطيم. انظر/ لسان العرب (3/1980) (مادة/ سرب).
[528]:البيت للأخنس بن شهاب التغلبي. انظر/ شرح ديوان الحماسة (2/728).