ثم لما ذكر سبحانه أنه يعلم تلك المغيبات لا يغادره شيء منها ، بين أنه عالم بما يسرّونه في أنفسهم وما يجهرون به لغيره ، وأن ذلك لا يتفاوت عنده فقال : { سَوَاء مّنْكُمْ من أسرّ القول ومن جهر به } فهو يعلم ما أسرّه الإنسان كعلمه بما جهر به من خير وشر ، وقوله : { منكم } متعلق بسواء على معنى : يستوي منكم من أسرّ ومن جهر ، أو سرّ من أسرّ وجهر من جهر { ومن هو مستخف بالليل } أي : مستتر في الظلمة الكائنة في الليل متوار عن الأعين . يقال : خفي الشيء واستخفى أي : استتر وتوارى { وَسَارِبٌ بالنهار } قال الكسائي : سرب يسرب سُرباً وسُروباً إذا ذهب . ومنه قول الشاعر :
وكل أناس قاربوا قيد فحلهم *** ونحن خلعنا قيده فهو سارب
أي : ذهب . وقال القتيبي : سارب بالنهار متصرّف في حوائجه بسرعة ، من قولهم : أسرب الماء . قال الأصمعي حلّ سربه أي : طريقته . وقال الزجاج : معنى الآية : الجاهر بنطقه ، والمضمر في نفسه ، والظاهر في الطرقات والمستخفي في الظلمات علم الله فيهم جميعاً سوّى ، وهذا ألصق بمعنى الآية كما تفيده المقابلة بين المستخفي والسارب ، فالمستخفي : المستتر ، والسارب البارز الظاهر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.