قوله : { سواء منكم{[35766]} من أسر القول ومن جهر به } – إلى قوله – { من وال }[ 10-11 ] قوله : سواء منكم ، [ هو{[35767]} مصدر ]{[35768]} ، مرفوع لأنه خبر ابتداء مقدم ، ومن في الموضعين رفع بالابتداء ، ( لأن ){[35769]} ( سواء ) يطلب اسمين{[35770]} ، و( من ) الثانية{[35771]} مرفوعة بالابتداء أيضا ، والتقدير : وسواء ، كما تقول : رجل عدل ، أي : ذو عدل ، وتقول : سواء زيد وعمرو ، أي : ذو سواء : زيد ، وعمرو . إنما احتجت إلى هذا الإضمار ، لأن سواء مصدر ولا يرتفع{[35772]} ، إذا كان الاسم بعده إلا على حذف ، لأن الخبر ليس هو الابتداء ، إلا أن تضمر ، فيكون{[35773]} الخبر هو الابتداء في المعنى ، ويكون فيه ذكر يعود{[35774]} على الابتداء . وهذا في الحذف كما قالت الخنساء{[35775]} : ( فإنما هي إقبال وإدبار{[35776]} : أي : ذات إقبال وإدبار . وإن{[35777]} كان في وضع هذا المصدر اسم فاعل ، لم يحتج إلى إضمار{[35778]} لأنه يكون هو الاسم المبتدأ ، وليس المصدر هو{[35779]} الاسم المبتدأ . وقد كثر استعمالهم ( لسواء ) ، حتى جرى مجرى أسماء{[35780]} الفاعلين ، ويجوز أن يرتفع ( سواء ) على أن يكون في{[35781]} موضع ( مستو ) . ويكون أيضا خبرا مقدما ، كالأول ، لكن يكون هو الابتداء ( في ){[35782]} المعنى . فيستغنى ( عند سيبويه ){[35783]} ، عن الإضمار ، وقبيح{[35784]} عند سيبويه أن يكون مبتدأ ، لأن النكرات لا يبتدأ بها ، وإن كانت اسما{[35785]} لفاعلين لضعفها{[35786]} عن الفعل{[35787]} .
وقد{[35788]} جمعوا ( سواء ) على ( أسوأ ) قال الشاعر :
نرى القوم أسواء إذا جلسوا معا *** وفي القوم زيف مثل{[35789]} زيف الدراهم{[35790]} ومعنى الآية : معتدل{[35791]} منكم عند الله عز وجل{[35792]} ، أيها الناس : الذي أسر القول ، والذي جهر به ، والذي يستخفي بالليل ، وبظلمته بمعصية الله ( سبحانه ){[35793]} ، والذي يظهر بالنهار في المعصية ، وفي غيرها . كل ذلك عند الله ( سبحانه ){[35794]} سواء لا يخفى عليه منه شيء{[35795]} .
ويقال : هو آمن في سربه ، وسربه ، بالفتح والكسر . والسارب في الآية : الظاهر{[35796]} وقيل : السارب المستخفي ، من قولهم : انسرب الوحش : إذا دخل{[35797]} كناسة ، قال( ه ){[35798]} قطرب{[35799]} وأكثر الناس على أن السارب : الظاهر ، لأنه عديل المستخفي المتواري{[35800]} ، والسارب : الظاهر{[35801]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.