تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةٞ مِّنكُمۡۚ لَا تَحۡسَبُوهُ شَرّٗا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُم مَّا ٱكۡتَسَبَ مِنَ ٱلۡإِثۡمِۚ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُۥ مِنۡهُمۡ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (11)

{ إن الذين جاءوا بالإفك عصبة } جماعة { منكم } تفسير قتادة : قال : هذا كان في شأن عائشة ، وما أذيع عليها أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأخذ الناس في الرحيل ، وانقطعت قلادة لها ، فطلبتها في المنزل ومضى الناس ، وقد كان صفوان بن معطل تخلف عن المنزل قبل ذلك ، ثم أقبل فوجد الناس قد ارتحلوا وهو على بعيره ، وإذا هو بعائشة فجاء ببعيره وولاها ظهره حتى ركبت ، ثم قادها فجاء وقد نزل الناس ، فتكلم في ذلك قوم فاتهموها{[891]} .

قال يحيى : " بلغني أن عبد الله بن أبي ابن سلول وحسان بن ثابت ومسطحا وحمنة بنت جحش هم الذين تكلموا في ذلك ، ثم شاع ذلك في الناس ، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أنزل الله عذرها جلد كل واحد منهما الحد " {[892]} .

{ لا تحسبوه } يعني : عائشة وصفوان { شرا لكم } يعني : ما قيل فيهما { بل هو خير لكم لكل امرئ منهم } يعني : الذين قالوا ما قالوا { ما اكتسب من الإثم } على قدر ما أشاع { والذي تولى كبره } يعني : بدأ به منهم { له عذاب عظيم( 11 ) } قال بعضهم : هو عبد الله بن أبي بن سلول المنافق { له عذاب عظيم( 11 ) } جهنم .


[891]:حديث الإفك رواه البخاري (2637)، (2661)، (2661)، 2879)، 4025)، (4141)، (4690)، (6662)، (7500)، (7545)، ومسلم (2770).
[892]:رواه الترمذي (3181)، وأبو داود (4470)، والنسائي في الكبرى (7351)، وابن ماجه (2567)، وأحمد في المسند (6/35)، مرسلا وموصولا عن عائشة رضي الله عنها. وقال الترمذي: حسن غريب. وانظر الفتح الرباني (8/218) وجامع الأصول (2/250) وتفسير الطبري (18/68) وزاد المسير لابن الجوزي (6/17) وتفسير القرطبي (12/197) وابن كثير (3/268) والنكت للماوردي (3/113) وفتح الباري (6/5).