تفسير الأعقم - الأعقم  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةٞ مِّنكُمۡۚ لَا تَحۡسَبُوهُ شَرّٗا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُم مَّا ٱكۡتَسَبَ مِنَ ٱلۡإِثۡمِۚ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُۥ مِنۡهُمۡ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (11)

{ إن الذين جاءوا بالإِفك عصبة منكم } والعصبة الجماعة من العشرة إلى الأربعين ، والآية وما بعدها نزلت في شأن عائشة ومن رماها بالإِفك في حديث طويل جملته أنها كانت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غزوة بني المصطلق وكانت في هودج تدخل فيه ، ثم يجيء الرجل يحملها ، وضاع لها عقد وكانت تباعدت لقضاء الحاجة فجاءت تطلبه فتوهم أنها في هودجها ، وعادت وقد رحل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه ، وكان صفوان بن المعطل . . . . وراء الجيش فمرّ بها فعرفها فأناخ بعيره حتى ركبته وساقه حتى أتى الجيش بعدما نزلوا في قائم الظهيرة فتكلم المنافقون ، وقال عبد الله بن أُبي : والله ما نجت منه ولا نجا منها ، والذين خاضوا فيه : عبد الله بن أُبي ، وزيد بن رفاعة ، ومسطح ابن خالة أبي بكر ، وحسان بن ثابت ، وحمنة بنت جحش ، وأخبرت بذلك ، فعادت إلى بيت أبي بكر ومرضت ، فدخل عليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدما انقطع عنها أياماً فنزلت هذه الآية عليه براءة لها ، وروي أنه قال : " بشروا عائشة " وأمر بالذين رموها فجلدوا ثمانين ثمانين { لا تحسبوه شراً لكم } يعني غم الإِفك وإذاؤه ليس بشر { بل هو خير } لظهور البراءة ولأنه يستحق عليه العوض لمن إذا غيره وعمّه فبالصبر استحق الثواب ، فذلك خير لكم لمن ساءه ذلك من المؤمنين وخاصة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأبي بكر وعائشة وصفوان ، ومعنى كونه لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتهويل لمن تكلم في ذلك أو سمع به ، وعدة ألطاف الطاعات السامعين والتاليين إلى يوم القيامة ، وفوائد وأحكام وآداب { والذي تولى كبره منهم } أي معظم الإِفك عبد الله بن أُبي .