المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةٞ مِّنكُمۡۚ لَا تَحۡسَبُوهُ شَرّٗا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُم مَّا ٱكۡتَسَبَ مِنَ ٱلۡإِثۡمِۚ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُۥ مِنۡهُمۡ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (11)

تفسير الألفاظ :

{ بالإفك } أي الكذب مأخوذ من الأفك وهو الصرف ، لأن الكذب قول مصروف عن وجهه ، يقال أفكه يأفكه إفكا أي صرفه عن وجهه . { تولى كبره } الكبر هو معظم الشيء وأكبر أقسامه ، وتولّى كبره أي تولى معظمه .

تفسير المعاني :

إن الذين جاءوا بالكذب عصبة منكم " العصبة من العشرة إلى الأربعين " لا تحسبوه شرا لكم أيها المكذوب عليكم ، بل هو خير لكم لما ينالكم من الأجر ، لكل امرئ ما اكتسبه من الذنب تولى معظمه له عذاب عظيم .

وهذا الإفك هو أن النبي استصحب زوجته عائشة في بعض الغزوات ، وبينما هو قافل إذا انفرط عقدها فرجعت لتلتمسه ، فظنّ سائس راحلتها أنها في هودجها فسار مع الركب . فلما رجعت لم تجد أحدا فمكثت مكانها ، فمر بها صفوان بن المعطل فرآها فأركبها ناقته وأوصلها إلى الجيش ، فاتهمها مسطح بن أثامة بصفوان وشايعه جماعة من المنافقين ، فنزل القرآن ببراءتها .