تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَحۡلَلۡنَا لَكَ أَزۡوَٰجَكَ ٱلَّـٰتِيٓ ءَاتَيۡتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتۡ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيۡكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّـٰتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَٰلَٰتِكَ ٱلَّـٰتِي هَاجَرۡنَ مَعَكَ وَٱمۡرَأَةٗ مُّؤۡمِنَةً إِن وَهَبَتۡ نَفۡسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنۡ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسۡتَنكِحَهَا خَالِصَةٗ لَّكَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۗ قَدۡ عَلِمۡنَا مَا فَرَضۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِيٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ لِكَيۡلَا يَكُونَ عَلَيۡكَ حَرَجٞۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (50)

{ يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن } يعني : صدقاتهن { وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي خالصة لك } يقوله للنبي صلى الله عليه وسلم { من دون المؤمنين } لا تكون الهبة بغير صداق إلا للنبي في تفسير الحسن ؛ إن النبي صلى الله عليه وسلم قد تطوع لتلك المرأة التي وهبت نفسها ، فأعطاها الصداق{[1104]} .

ومقرأ العامة : ( أن وهبت ) بفتح ( أن ) وتفسيرها على هذا المقرإ : كانت امرأة واحدة ، ومن قرأ بكسر الألف فعلى المستقبل .

قال محمد : ومن قرأ { أن } بالفتح فالمعنى : لأن ، و{ خالصة } منصوب على الحال{[1105]} .

{ قد علمنا ما فرضنا عليهم } أي : أوحينا { في أزواجهم } [ ألا تنكح إلا بولي وشهداء وصداق ، ولا ينكح الرجل أكثر من أربع ] { وما ملكت أيمانهم } يقول : يتزوج أربعا إن شاء ، ويطأ بملك يمينه ما شاء { لكيلا يكون عليك حرج } أي : إثم .


[1104]:انظر تفسير الطبري (1/310، 311) دار الكتب العلمية بيروت.
[1105]:انظر: المحتسب لابن جني (2/182)، والبحر المحيط (7/242).