جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَحۡلَلۡنَا لَكَ أَزۡوَٰجَكَ ٱلَّـٰتِيٓ ءَاتَيۡتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتۡ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيۡكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّـٰتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَٰلَٰتِكَ ٱلَّـٰتِي هَاجَرۡنَ مَعَكَ وَٱمۡرَأَةٗ مُّؤۡمِنَةً إِن وَهَبَتۡ نَفۡسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنۡ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسۡتَنكِحَهَا خَالِصَةٗ لَّكَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۗ قَدۡ عَلِمۡنَا مَا فَرَضۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِيٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ لِكَيۡلَا يَكُونَ عَلَيۡكَ حَرَجٞۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (50)

{ يا أيها{[4100]}النبي إنّا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن{[4101]} } مهورهن وتعجيل إعطاء المهر سنة { وما ملكت يمينك مما أفاء{[4102]} الله عليك } مما غنّمك الله من دار الحرب { وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك } لا كالنصارى فإنهم لا يتزوجون امرأة بينه وبينها سبعة أجداد ، ولا كاليهود يتزوج أحدهم ابنه أخيه وأخته { اللاتي هاجرن معك } إلى المدينة لا يحل{[4103]} له غير المهاجرات ، وعن بعض معناه : اللاتي أسلمن ، { امرأة مؤمنة } دون غيرها نصبها بأحللنا لأن معنى أحللنا قضينا أو علمنا حلها ، فلا ينافي الماضي الشرط المستقبل ، أو نقول أحللنا جواب الشرط بحسب المعنى والحقيقة ، فهو أيضا مستقبل ، { إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها } أي : طلب نكاحها يعني هبتها نفسها منه لا توجب حلها إلا بإرادته نكاحها ، فإنها جارية مجرى القبول عدل إلى الغيبة ثم إلى الخطاب بقوله { خالصة لك من دون المؤمنين } للإيذان بأنه مما يخص به لشرف النبوة والخطاب أدخل في التخصيص ، والاسم في التعظيم والأصح أنه ينعقد في حقه السلام بلفظ الهبة من غير ولي وشهود ومهر ، وعند بعض لا ينعقد في حقه أيضا إلا بلفظ الإنكاح واختصاصه في ترك المهر فقط ، ونصب خالصة على المصدر المؤكد لمضمون جملة امرأة مؤمنة الخ ، أو على الحال من ضمير ( وهبت ) أو تقديره : هبة خالصة لك ، { قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم } من حصرهم في أربع نسوة واشتراط عقد ومهر وشهود ، { وما ملكت أيمانهم } من توسيع الأمر فيها ، { لكيلا يكون عليك حرج } متعلقة خالصة أي اختصصتك بأشياء في التزوج لئلا يكون عليك ضيق فقوله : { قد علمنا } إلى { أيمانهم } معترضة بين خالصة ومتعلقها ، { وكان الله غفورا } للزلات ، { رحيما } بالتوسعة ،


[4100]:ولما بعض أحكام أنكحة سائر الخلق، أتبعه بذكر طرف من نساء النبي فقال: ''يا أيها النبي '' الآية / 12 وجيز.
[4101]:وهؤلاء في مقابلة ما ملكه الله، والواهبات أنفسهن والسراري / 12 وجيز.
[4102]:غنمك الله من دار الحرب، وصفية وجويرية من ذلك فأعتقهما وتزوجهما وأما مارية وريحانة فمن السراري /1 2 وجيز.
[4103]:كما في حديث الترمذي وغيره [وسنده ضعيف فإنه من رواية السدي عن أبي صالح] 12 وجيز.