تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23)

{ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه } هو المشرك ، اتخذ هواه إلها ؛ فعبد الأوثان من دون الله . قوله : { وأضله الله على علم وختم على سمعه } فلا يسمع الهدى من الله ، يعني سمع قبول { وقلبه } أي : وختم على قلبه ؛ فلا يفقه الهدى .

{ وجعل على بصره غشاوة } فلا يبصر الهدى { فمن يهديه من بعد الله } أي : لا أحد { أفلا تذكرون( 23 ) } . قال محمد : غشاوة : غطاء ، ومنه غاشية السرج ، وأنشد بعضهم :

صحبتك إذ عيني عليها غشاوة *** فلما انجلت قطعت نفسي ألومها{[1248]}

ويقال : غُشاوة برفع الغين ، وغَشوة بفتحها بغير ألف ، وقد قرئ بهما{[1249]} .


[1248]:البيت قائله: الحارث المخزومي كما في (البحر المحيط) (8/48).
[1249]:انظر: زاد المسير (7/364)، والقرطبي(16/175)، والدر المصون(6/130).