تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{ثُمَّ قَفَّيۡنَا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيۡنَا بِعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡإِنجِيلَۖ وَجَعَلۡنَا فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأۡفَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ رِضۡوَٰنِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوۡهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاۖ فَـَٔاتَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۡهُمۡ أَجۡرَهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ} (27)

{ ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم } بعدهم . قال محمد : معنى ( قفينا ) : اتبعنا ، والمصدر : تقفية .

{ وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة } يرأف بعضهم ببعض ، ويرحم بعضهم بعضا ، ثم استأنف الكلام فقال : { ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم } لم نكتبها عليهم ، إنما ابتدعوها ابتغاء رضوان الله ، ليتقربوا بها إلى الله . قال الحسن : ففرضها الله عليهم حين ابتدعوها . قال محمد : ( ورهبانية ) بالنصب على معنى : وابتدعوا رهبانية{[1368]} .

قال : { فما رعوها } يعني : الرهبانية { حق رعايتها } ولا ما فرضنا عليهم ، أي : ما أدوا ذلك إلى الله .


[1368]:قال العكبري في التبيان:(ورهبانية) هو منصوب بفعل دل عليه (ابتدعوها) لا بالعطف على الرحمة لأن ما جعله الله تعالى لا يبتدعونه، وقيل: هو معطوف عليها (ابتدعوها) نعت له، والمعنى: فرضه عليهم لزوم رهبانية ابتدعوها وانظر التبيان (2/257)، وزاد المسير (8/176)، والبحر (8/228).