تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{ثُمَّ قَفَّيۡنَا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيۡنَا بِعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡإِنجِيلَۖ وَجَعَلۡنَا فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأۡفَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ رِضۡوَٰنِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوۡهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاۖ فَـَٔاتَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۡهُمۡ أَجۡرَهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ} (27)

ثم قفّينا على آثارهم : ثم أرسلنا بعدهم الواحدَ تلو الآخر .

الرهبانية : الطريقة التي يتبعها قُسُس النصارى ورهبانهم .

ابتدعوها : استحدثوها من عند أنفسِهم .

فما رَعَوْها : فما حافظوا عليها .

بعثنا بعدَهم رسولاً بعد رسول على توالي العصور والأيام ، حتى انتهى الأمر إلى عيسى عليه السلام وأعطيناه الإنجيلَ الّذي أوحيناه إليه ، وأودعنا في قلوب المتّبعين له رأفةً ورحمة . وبعد ذلك كله ابتدعوا رهبانيةً وغُلواً في العبادة

ما فرضناها عليهم ، ولكن التزموهما ابتغاء رضوان الله تعالى ، فما حافظوا عليهما حقَّ المحافظة . فآتينا الذين آمنوا منهم إيماناً صحيحاً أجورَهم التي استحقّوها . أما كثير منهم فقد خرجوا عن أمر الله ، واجترموا الشرور والآثام ، فلهم عذابٌ عظيم .