التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ثُمَّ قَفَّيۡنَا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيۡنَا بِعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡإِنجِيلَۖ وَجَعَلۡنَا فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأۡفَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ رِضۡوَٰنِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوۡهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاۖ فَـَٔاتَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۡهُمۡ أَجۡرَهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ} (27)

قوله تعالى{ وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة . . . }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{ وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة } فهاتان من الله والرهبانية ابتدعها قوم من أنفسهم ، ولم تكتب عليهم ، ولكن ابتغوا بذلك وأرادوا رضوان الله ، فما رعوها حق رعايتها .

قوله تعالى{ ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم . . . }

قال أبو داود : حدثنا أحمد بن صالح : ثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء ، أن سهل بن أبي أمامة حدثه ، أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة ، ( في زمان عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة ، فإذا هو يصلي صلاة خفية دقيقة كأنها صلاة مسافر أو قريبا منها ، فلما سلم قال أبي : يرحمك الله ، أرأيت هذه الصلاة المكتوبة أو شيئا تنفلته ، قال : إنها المكتوبة ، وإنها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخطأت إلا شيئا سهوت عنه ) فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " لا تشدّدوا على أنفسكم فيشدّد عليكم ، فإن قوما شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم ، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار{ ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم } . . .

( السنن 4/276-277-ك الأدب ، ب في الجسد ح4904 ) ، وأخرجه الضياء المقدسي في( المختارة 6/173-ح 2178 ) من طريق أحمد بن عيسى ، عن عبد الله بن وهب به . قال محققه : إسناده حسن .