ثم قال : { ثم قفينا على آثارهم } {[67383]} [ 26 ] ( أي : اتبعنا آثارهم برسلنا ) {[67384]} {[67385]} أي : آثار الذرية ، وقيل الضمير يعود على نوح وإبراهيم وإن كانا اثنين لأن الاثنين جمع .
ثم قال : { وقفينا بعيسى ابن مريم } أي : واتبعنا الرسل بعيسى ابن مريم {[67386]} .
{ وآتيناه الإنجيل } روي أنه نزل جملة .
ثم قال : { وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة } أي اتبعوا عيسى رأفة وهي أشد الرأفة .
{ ورهبانية {[67387]} ابتدعوها } وأحدثوا رهبانية أحدثوها .
{ إلا ابتغاء رضوان الله } أي : لم تكتب عليهم إلا أن يبتغوا رضوان الله " فابتغاء بدل من الضمير في " كتبناها " {[67388]} .
{ ما كتبناها عليهم } أي : ما افترضنا ( عليهم الرهبانية ) {[67389]}
وقيل هو منصوب على الاستثناء المنقطع {[67390]} .
وقال الحارث المحاسبي {[67391]} : لقد ذم الله قوما من بني إسرائيل ابتدعوا رهبانية لم يؤمروا بها ، ولم يدعوها حق رعايتها .
وحكى عن مجاهد أنه قال في الآية معناها كتبناها عليم ابتغاء رضوان {[67392]} الله {[67393]} .
( قال أبو أمامة الباهلي وغيرهعنى الآية : لم نكتبها عليهم ولم يبتدعوها إلا ابتغاء رضوان الله ، فعاتبهم الله بتركها {[67394]} .
قال الحارث : وهذا أولى التفسيرين بالحق ، يريد قول أبي أمامة قال وعليه أكثر العلماء ، وقال الحارث فذمهم الله عليه بترك رعاية ما ابتدعوا ، فكيف بمن ضيع رعاية ما أوجب الله عليه ) {[67395]} .
ثم قال : { فما رعوها حق رعايتها } هذا عام يراد به الخصوص إذ ليس كلهم فرطوا {[67396]} في الرهبانية ، وذلك أن ( الله كتب ) {[67397]} عليهم القتال قبل أن يبعث محمدا صلى الله عليه وسلم فلما قل أهل الإيمان وكثر أهل الشرك وذهبت الرسل وقهروا اعتزلوا في الغيران ، فلم يزل ذلك شأنهم حتى كفرت طائفة منهم ، وتركوا أمر الله وأخذوا بالبدعة ، هذا قول الضحاك {[67398]} .
وقيل الذين لم يرعوها {[67399]} هم قوم جاءوا بعد الأولين الذين ابتدعوا الرهبانية {[67400]} .
ثم قال : { فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم } أي : فأعطينا الذين آمنوا بالله ورسوله {[67401]} من هؤلاء الذين ابتدعوا الرهبانية ثوابهم على فعلهم .
{ وكثير منهم فاسقون } أي : أهل معاص {[67402]} وخروج عن طاعة الله .
وقال ابن {[67403]} زيد هم الذين رعوا ذلك الحق {[67404]} .
قال قتادة : الرأفة والرحمة من الله {[67405]}/ وهم الذين {[67406]} ابتدعوا الرهبانية .
وقد {[67407]} قيل أن الرهبانية معطوفة على رأفة {[67408]} {[67409]} ، وأنها مما آتاهم الله فابتدعوا فيها وغيروها وبدلوها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.