{ ثم قفينا على آثارهم } أي اتبعنا بالإِرسال على آثارهم ، أي بآثار الأنبياء { برسلنا } وأرسلنا رسولاً بعد رسول { وقفينا بعيسى ابن مريم } أي أرسلناه بعدهم { وآتيناه الإِنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة } أي اتبعوا عيسى في دينه ، والرأفة أشد الرحمة ، ومتى قيل : لما أضاف الرأفة والرحمة إلى نفسه ؟ قالوا : بالأمر والترتيب ووعد الثواب عليه ، لأنه أمرهم بالترحّم فأطاعوه ، وقيل : باللطف الذي قوّى دواعيهم فصارت قلوبهم بهذه الصفة ، وقيل : بالاختيار والتعريف كما يقال : فلان عدله القاضي ورعاه { ابتدعوها } أحدثوها { ما كتبناها عليهم } أي ما فرضناها عليهم تلك الرهبانية برفض النساء واتخاذ الصوامع ، وقيل : لحاقهم بالبراري والجبال ، وقيل : الانقطاع والانفراد بالعبادة { إلا ابتغاء رضوان الله } قيل : معناه ما كتبناه عليهم البتة لكن كتبنا عليهم ابتغاء رضوان الله ، وقيل : اتبعوا بتلك الرهبانية رضوان الله ، وقيل : ما كتبناها عليهم ولكن لما دخلوا فيها أوجبنا ذلك ابتغاء رضوان الله ، وقيل : الاستثناء منقطع ، أي ولكنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله فبدلوا ولم يفعلوا ما أمروا به { فما رعوها حق رعايتها } فيه قولان : إذا حملت الأمَّة على أنه لم كتب الرهبانيَّة عليهم اتباع الله فما رعوا ما كتب عليهم من أمر الدين والملة فيكون كناية عن غير مذكور ، وإذا حملت على أن الرهبانية طاعة فما رعوا تلك الرهبانية ، يعني ما حفظوا ذلك ، وقيل : فما رعوا حق رعايتها لكن كفروا بعيسى وتهودوا وتنصروا وشربوا الخمر وأكلوا الخنزير ، وقيل : فما رعوها لتكذيبهم بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإن من آمن بمحمد فقد رعاها حق رعايتها ومن لم يؤمن فأولئك هم الهالكون ، وقيل : اتخذوا الترهب والتزهد شوقاً ومكيدة ولم يتبعوا به رضى الله لمد هذه زماننا هذا { فآتينا الذين آمنوا منهم } يريد أهل الرأفة والرحمة { أجرهم } جزاء أعمالهم { وكثير منهم فاسقون } كافرون عاصون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.