تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا جَآءَكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰتٖ فَٱمۡتَحِنُوهُنَّۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِهِنَّۖ فَإِنۡ عَلِمۡتُمُوهُنَّ مُؤۡمِنَٰتٖ فَلَا تَرۡجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلۡكُفَّارِۖ لَا هُنَّ حِلّٞ لَّهُمۡ وَلَا هُمۡ يَحِلُّونَ لَهُنَّۖ وَءَاتُوهُم مَّآ أَنفَقُواْۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّۚ وَلَا تُمۡسِكُواْ بِعِصَمِ ٱلۡكَوَافِرِ وَسۡـَٔلُواْ مَآ أَنفَقۡتُمۡ وَلۡيَسۡـَٔلُواْ مَآ أَنفَقُواْۚ ذَٰلِكُمۡ حُكۡمُ ٱللَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡۖ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (10)

{ يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن } وهذه في نساء أهل العهد من المشركين ، وكانت محنتهن في تفسير قتادة أن يستحلفن بالله ما أخرجهن النشوز ، وما أخرجهن إلا حب الإسلام والحرص عليه .

{ الله أعلم بإيمانهن } أصدقن أم كذبن ، { فإن علمتموهن مؤمنات } إذا أقررن بالإسلام ، وحلفن بالله ما أخرجهن النشوز ، وما أخرجهن إلا حب الإسلام والحرص عليه { فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن } مهورهن ، { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } يعني : كوافر العرب إذا أبين أن يسلمن أن يخلى سبيلهن ، { واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم } وهذا حكم حكمه الله بين أهل الهدى وأهل الضلالة ، في تفسير قتادة .

قال قتادة : كن إذا فررن إلى أصحاب رسول الله وأزواجهن من أهل العهد فتزوجوهن ، بعثوا بمهورهن إلى أزواجهن من المشركين ، وإذا فررن من أصحاب رسول الله إلى الكفار الذين بينهم وبين رسول الله عهد فتزوجوهن ، بعثوا بمهورهن إلى أزواجهن من المسلمين ، فكان هذا بين أصحاب رسول الله وبين أهل العهد من المشركين ، ثم نسخ هذا الحكم وهذا العهد في براءة فنبذ إلى كل ذي عهد عهده ، وقد مضى تفسيره{[1383]} .


[1383]:انظر: المصادر السابقة.