{ يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات } الآية ، فكانت بياناً لأن الشرط إنما كان في الرجال دون النساء . وعن الضحاك : كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين عهد أن تأتيك منا امرأة ليست على دينك إلا رددتها إلينا ، فإن دخلت في دينك ولها زوج أن ترد على زوجها الذي أنفق عليها . وللنبي صلى الله عليه وسلم من الشرط مثل ذلك فأتت امرأة فاستحلفها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى :{ فامتحنوهن } فحلفت فأعطى زوجها ما أنفق ونزوّجها عمر . وفائدة قوله { الله أعلم بأيمانهنّ } أنه لا سبيل لكم إلى ما تسكن إليه النفس من اليقين الكامل لأنكم تختبرونهن بالحلف والنظر في سائر الأمارات التي لا تفيد إلا الظن ، وأما الإحاطة بحقيقة إيمانهن فإن ذلك مما تفرد به علام الغيوب { فإن علمتموهن مؤمنات } العلم الذي يليق بحالكم وهو الظن الغالب ، { فلا ترجعون إلى } أزواجهن { الكفار } لأنه لا حلّ بين المؤمنة والمشرك وآتوا أزواجهن ، { مثل ما أنفقوا } مثل ما دفعوا إليهن من المهور . ثم نفى عنهم الحرج في تزوّج هؤلاء المهاجرات إذا أعطوهن مهورهن . قال العلماء : إما أن يريد بهذا الأجر ما كان يدفع إليهن ليدفعنه إلى أزواجهن فيشترط في إباحة تزوّجهن تقديم أدائه ، وإما أن يراد بيان أن ذلك المدفوع لا يقوم مقام المهر وأنه لا بد من إصداق . احتج أبو حنيفة بالآية على أن أحد الزوجين إذا خرج من دار الحرب مسلماً أو بذمة وبقي الآخر حربياً وقعت الفرقة بينهما ولا يرى العدة على المهاجرة ويصح نكاحها إلا أن تكون حاملاً ، { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } وهو ما يعتصم به من عقد وسبب قال ابن عباس : أراد من كانت له امرأة كافرة بمكة فلا يعدّها من نسائه لأن اختلاف الدين قطع عصمتها وحل عقدتها . وعن النخعي : هي المسلمة تلحق بدار الحرب فتكفر . وقال مجاهد : هذا أمر بطلاق الباقيات مع الكفار ومفارقتهن ، { واسألوا ما أنفقتم } من مهور أزواجكم الملحقات بالكفار ، { وليسألوا ما أنفقوا } من مهور نسائهم المهاجرات . أمر المؤمنين بالإيتاء ثم أمر الكافرين بالسؤال وهذه غاية العدل ونهاية الإنصاف . ثم أكد ما ذكر من الأحكام بأنها حكم الله . قال جار الله : { يحكم بينكم } كلام مستأنف أو حال من حكم الله على حذف العائد أي يحكمه الله ، أو جعل الحكم حاكماً على المبالغة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.