{ يا أيها الذين آمنوا{[4990]} إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن } كان النبي عليه السلام يحلفهن أنهن ما خرجن إلا لحب الإسلام لا لفرار من أزواجهن ولا لعشق أحد ، { الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات } بظهور الأمارات{[4991]} وسماه علما ليعلم أن الظن الغالب في مثل هذا المقام كالعلم ، { فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن } لأن المسلمة لا تحل للكافر وفي العبارة تأكيد ومبالغة لا يخفى ومنه علم أنه حصلت الفرقة ولا يجوز استئناف النكاح { وآتوهم } أي : أزواجهن الكفار { ما أنفقوا } عليهن من المهر ، { ولا جناح عليكم أن تنكحوهن } فإن الإسلام أبطل الزوجية{[4992]}
{ إذا آتيتموهن أجورهن } مهرهن هذا القيد ليعلم أن ما أعطى أزواجهن لا يقوم مقام مهرهن بل لا بد من إصداق ، وقد تقدم أن صلح الحديبية على أن من جاءنا منكم رددناه إليكم فهذه الآية مخصصة لعهدهم{[4993]} نقض الله العهد بينهم في النساء خاصة ، وقد كان في ابتداء الإسلام جائز أن يتزوج المشرك مؤمنة ، وهذه الآية ناسخة ، والأكثرون على أنها متى انقضت{[4994]} العدة ولم يسلم الزوج انفسخ نكاحها منه ، ويحكم بالانفساخ من حين إسلامها ، { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } جمع عصمة أي : ما اعتصم به من عقد ونسب ، والكوافر جمع كافرة ، هذا التحريم من الله على المؤمنين نكاح المشركات والاستمرار معهن أيضا ولذلك لما نزل طلق عمر{[4995]} رضي الله عنه امرأتين مشركتين له بمكة { واسألوا } أيها المؤمنون من الكفار { ما أنفقتم } من صداق نسائكم اللاحقات بالكفار { وليسألوا } أي : المشركون { ما أنفقوا } من صداق المهاجرات ، أمر المؤمنين بأن يكون العهد بينكم كذا فتطالبوهم بصداق المرتدات ويطالبوكم بصداق المهاجرات المؤمنات ، { ذلكم حكم الله } إشارة إلى جميع ما ذكر في الآية { يحكم بينكم } استئناف { والله عليم حكيم } والأمر برد الصداق إلى الكفار لأجل العهد وإلا لم يجب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.