التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا جَآءَكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰتٖ فَٱمۡتَحِنُوهُنَّۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِهِنَّۖ فَإِنۡ عَلِمۡتُمُوهُنَّ مُؤۡمِنَٰتٖ فَلَا تَرۡجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلۡكُفَّارِۖ لَا هُنَّ حِلّٞ لَّهُمۡ وَلَا هُمۡ يَحِلُّونَ لَهُنَّۖ وَءَاتُوهُم مَّآ أَنفَقُواْۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّۚ وَلَا تُمۡسِكُواْ بِعِصَمِ ٱلۡكَوَافِرِ وَسۡـَٔلُواْ مَآ أَنفَقۡتُمۡ وَلۡيَسۡـَٔلُواْ مَآ أَنفَقُواْۚ ذَٰلِكُمۡ حُكۡمُ ٱللَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡۖ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (10)

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهنّ إذا آتيتموهن أجورهنّ ولا تمسكوا بعصم الكوافر } .

أخرج البخاري بسنده عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق . . . فذكر الحديث بطوله ، وفيه قوله : فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا " قال : فوالله ما قام منهم رجل ، حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ؟ اخرج ، ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك ، وتدعوا حالقك فيحلقك . فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك : نحر بدنه ، ودعا حالقه فحلقه . فلما رأوا ذلك قاموا فانحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما . ثم جاء نسوة مؤمنات ، فأنزل الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن } حتى بلغ{ بعصم الكوافر } فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك ، فتزوج إحداهما معاوية ابن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة . . .

( الصحيح 5/923-333ح2372-ك الشروط ، ب الشروط في الجهاد ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ، قوله{ فامتحنوهن } قال : سلوهن ما جاء بهن فإن كان جاء بهن ، غضب على أزاوجهن ، أو سخطة ، أو غيرة ، ولم يؤمن فارجعوهن إلى أزواجهن .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{ فامتحنوهن } كانت محنتهن أن يستحلفن بالله ما أخرجكن النشوز ، وما أخرجكن إلا حب الإسلام وأهله ، وحرص عليه ، فإذا قلن ذلك قبل ذلك منهن .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد{ وآتوهم ما أنفقوا } وآتوا أزواجهن صدقاتهن .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة وكان الزهري يقول : إنما أمر الله برد صداقهن إليهم إذا حبسن عنهم إن هم ردوا المسلمين على صداق من حبسوا عنهم من نسائهم .

انظر سورة البقرة آية( 233 ) لبيان لا جناح أي : لا حرج .

قوله تعالى : { ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا }

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد{ ولا تمسكوا بعصم الكوافر } قال : أصحاب محمد أمروا بطلاق نسائهم كوافر بمكة ، قعدن مع الكفار

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } مشركات العرب اللاتي يأبين الإسلام أمر أن يخلي سبيلهن .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ، في قول الله : { واسألوا ما أنفقتم وليسئلوا ما أنفقوا } قال : ما ذهب من أزواج أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى الكفار ، فليعطهم الكفار صدقاتهن ، وليمسكوهن ، وما ذهب من أزواج الكفار إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فمثل ذلك في صلح بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين قريش .