تفسير الأعقم - الأعقم  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (183)

قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام } النزول : ذكر اهل التَّفاسير ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما قدم المدينة فرض عليه صوم يوم عاشوراء وثلاثة ايام في كل شهر ، ثم نسخ ذلك وفرض صيام شهر رمضان قبل بدر بشهر وأيام ، وعن أبي ذر الغفاري عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " نزلت صحف ابراهيم ( عليه السلام ) في ثلاث ليال مضين من رمضان ، وتوراة موسى ( عليه السلام ) في ست ، وانجيل عيسى ( عليه السلام ) في ثلاث عشرة ، وزبور داوود في ثماني عشرة ، والفرقان في الرابعة والعشرين " ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه خطب في آخر يوم من شعبان وقال : " أيها الناس انه قد أظلكم شهرٌ عظيمٌ مباركٌ ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله تعالى صيامه فريضة وقيامه تطوعاً ، فمن تقرب فيه بخصلةٍ من خصال الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه ، ومن أدّى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ؛ والصبر ثوابه الجنة والمواساة . وشهر يزاد فيه في رزق المؤمن ، وشهر أوله رحمةٌ ، وأوسطه مغفرةٌ ، وآخره عتق من النار ، من فطّر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير ان ينقص من أجره شيئاً " قلنا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ، قال : " يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ، ومن اشبع فيه صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها ابداً حتى يدخل الجنة ، وكان كمن اعتق رقبة " .