قد تقدّم معنى : { كتب } ولا خلاف بين المسلمين أجمعين أن صوم رمضان فريضة افترضها الله سبحانه على هذه الأمة . والصيام أصله في اللغة : الإمساك ، وترك التنقل من حال إلى حال ، ويقال : للصمت : صوم ؛ لأنه إمساك ، عن الكلام ، ومنه : { إِنّى نَذَرْتُ للرحمن صَوْماً } [ مريم : 26 ] أي : إمساكاً عن الكلام ، ومنه قول النابغة :
خَيْلٌ صِيَامٌ وخَيْلٌ غَيْرٌ صَائِمَةٍ *** تَحْتَ العَجَاجِ وَخَيْلٌ تَعْلُكُ اللُّجمَا
أي : خيل ممسكة عن الجري ، والحركة . وهو في الشرع : الإمساك عن المفطرات مع اقتران النية به من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .
وقوله : { كَمَا كُتِبَ } أي : صوماً كما كتب على أن الكاف في موضع نصب على النعت ، أو كتب عليكم الصيام مشبهاً ما كتب على أنه في محل نصب على الحال . وقال بعض النحاة : إن الكاف في موضع رفع نعتاً للصيام ، وهو ضعيف ؛ لأن الصيام معرّف باللام ، والضمير المستتر في قوله : { كَمَا كُتِبَ } راجع إلى «ما » . واختلف المفسرون في وجه التشبيه ما هو ، فقيل : هو قدر الصوم ، ووقته ، فإن الله كتب على اليهود ، والنصارى صوم رمضان ، فغيروا ، وقيل : هو : الوجوب ، فإن الله أوجب على الأمم الصيام . وقيل : هو الصفة . أي : ترك الأكل ، والشرب ، ونحوهما في وقت ، فعلى الأوّل معناه : أن الله كتب على هذه الأمة صوم رمضان كما كتبه على الذين من قبلهم ، وعلى الثاني : أن الله أوجب على هذه الأمة الصيام كما أوجبه على الذين من قبلهم ، وعلى الثالث : أن الله سبحانه أوجب على هذه الأمة الإمساك عن المفطرات كما أوجبه على الذين من قبلهم . وقوله تعالى : { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } بالمحافظة عليها ، وقيل : تتقون المعاصي بسبب هذه العبادة ؛ لأنها تكسر الشهوة ، وتضعف دواعي المعاصي ، كما ورد في الحديث أنه «جُنَّة » ، وأنه و «جاء » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.