تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ} (204)

قوله تعالى : { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا } الآية نزلت في الأخنس الثقفي وسُمِّيَ الأخنس لأنه خنس في جماعة من بني زهرة عن قتال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم بدر وكان رجلاً حلو الكلام يجلس الى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويظهر الإسلام ورسول الله يقبل عليه ولا يعلم باطنه ثم أنه كان بينه وبين ثقيف خصومَة فبيّتهم ليلاً واهلك مواشيهم واحرق زروعهم وكان حسن العلانيَّة سيّءُ السريرة ، وقيل : نزلت في سريَّة وذلك أن كفار قريش بعثوا الى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنا قد أسلمنا فابعث إلينا نفراً من علماء أصحابك يعلمونا دينك وكان ذلك مكراً منهم فبعث اليهم جماعة فنزلوا بطن الرجيع وأتى قريشاً الخبر ، فركب سبعون راكباً وأحاطوا بهم وقتلوهم وأسروا خُبَيْباً ثم قتلوه وصلبوه وفيهم نزلت الآية ولهم قصَّة طويلة ، وقيل : نزلت في المنافقين ، وقيل : نزلت في الزانين { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله } قيل : نزلت في صهيب ، وقيل : في رجل أمر بمعروفٍ ونهى عن منكرٍ ، وقيل : نزلت في المهاجرين والأنصار ، وقيل : نزلت في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقيل : نزلت في علي ( عليه السلام ) بات على فراش رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلة خرج الى الغار عن ابن عباس ، وروي انه لمّا نام على فراشه قام جبريل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبريل ينادي بخِ بخِ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة .