لما ذكر سبحانه طائفتي المسلمين بقوله : { فَمِنَ الناس مَن يَقُولُ } عقب ذلك بذكر طائفة المنافقين ، وهم الذين يظهرون الإيمان ، ويبطنون الكفر . وسبب النزول الأخنس بن شريق كما يأتي بيانه . قال ابن عطية : ما ثبت قط أن الأخنس أسلم ، وقيل إنها نزلت في قوم من المنافقين ، وقيل : إنها نزلت في كل من أضمر كفراً ، أو نفاقاً ، أو كذباً ، وأظهر بلسانه خلافه . ومعنى قوله : { يُعْجِبُكَ } واضح . ومعنى قوله : { وَيُشْهِدُ الله على مَا فِى قَلْبِهِ } أنه يحلف على ذلك فيقول : يشهد الله على ما في قلبي من محبتك ، أو من الإسلام ، أو يقول : الله يعلم أني أقول حقاً ، وأني صادق في قولي لك . وقرأ ابن محيصن : " وَيُشْهِدُ الله " بفتح حرف المضارعة ، ورفع الإسم الشريف على أنه فاعل ، والمعنى : ويعلم الله منه خلاف ما قال ، ومثله قوله تعالى : { والله يَشْهَدُ إِنَّ المنافقين لكاذبون } [ المنافقون : 1 ] وقراءة الجماعة أبلغ في الذمّ . وقرأ ابن عباس : { والله يشهد على ما في قلبه } وقرأ أبيّ ، وابن مسعود : «ويستشهد الله على ما في قلبه » . وقوله : { في الحياة الدنيا } متعلق بالقول ، أو ب{ يعجبك } ، فعلى الأوّل القول صادر في الحياة ، وعلى الثاني الإعجاب صادر فيها . والألدّ : الشديد الخصومة . يقال : رجل ألدّ ، وامرأة لداء ، ولددته ألدّه : إذا جادلته ، فغلبته ، ومنه قول الشاعر :
وألدّ ذي جَنَفٍ عليَّ كَأنَّما *** تغْلِي عَداوةٌ صدره في مْرجَل
والخصام مصدر خاصم . قاله الخليل ، وقيل : جمع خصم ، قاله الزجاج : ككلب ، وكلاب ، وصعب ، وصعاب ، وضخم ، وضخام ، والمعنى : أنه أشدّ المخاصمين خصومة ، لكثرة جداله ، وقوّة مراجعته ، وإضافة الألدّ إلى الخصام بمعنى : في ، أي ألدّ في الخصام ، أو جعل الخصام ألدّ على المبالغة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.