{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام } .
{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا } أي يروقك وتستحسنه ويعظم في قلبك حلاوة كلامه مما يتعلق بأمر الدنيا ، والإعجاب استحسان الشيء والميل إليه والتعظيم له .
وقال الراغب : العجب حيرة تعرض للإنسان بسبب الشيء ، وليس هو شيئا له في ذاته حالة حقيقية بل هو بحسب الإضافات إلى من يعرف السبب ومن لا يعرفه ، وحقيقة أعجبني كذا ظهر لي ظهورا لم أعرف سببه انتهى .
لما ذكر سبحانه طائفتي المسلمين بقوله { ومن الناس من يقول } عقب ذلك بذكر طائفة المنافقين وهم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ، وقيل إنها نزلت في قوم من المنافقين ، وقيل إنها نزلت في كل من أضمر كفرا أو نفاقا أو كذبا وأظهر بلسانه خلافه .
{ ويشهد الله على ما في قلبه } أي أنه يحلف على ذلك فيقول إني بك مؤمن ولك محب أو يقول الله يعلم أني أقول حقا وأني صادق في قولي لك ، أو أن ما في قلبي موافق لقولي { وهو ألد الخصام } أي شديد الخصومة يقال رجل ألد ، وامرأة لداء ، والخصام مصدر خاصم قاله الخليل ؛ وقيل جمع خصيم قاله الزجاج .
والمعنى أنه أشد المخاصمين خصومة لكثرة جداله وقوة مراجعته ، والإضافة بمعنى في ، أي ألد في الخصام أو جعل الخصام ألد على المبالغة أي شديد الجدال في الباطل ؛ وهو كاذب القول ؛ وقيل شديد القسوة في المعصية يتكلم بالحكمة ويعمل بالخطيئة ؛ وعن عائشة رصي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ) ؛ أخرجه البخاري ومسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.