تفسير الأعقم - الأعقم  
{أَنِ ٱقۡذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقۡذِفِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ فَلۡيُلۡقِهِ ٱلۡيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأۡخُذۡهُ عَدُوّٞ لِّي وَعَدُوّٞ لَّهُۥۚ وَأَلۡقَيۡتُ عَلَيۡكَ مَحَبَّةٗ مِّنِّي وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَيۡنِيٓ} (39)

ثم فسَّر ذلك الوحي فقال : { أن اقذفيه في التابوت } ، قيل : سمع فرعون ممن قرأ الكتب ، وقيل : من الكهنة ، وقيل : رأى رؤيا فعبّر له أن زوال ملكه على يدي رجل من بني إسرائيل ، فأخذ في ذبح الأولاد وشدّ في ذلك ، وروي أنه وكّل بكل حامل قبطية تحفظها ، فلما ولدت أم موسى حفظته في التابوت وألقته في اليم ، وروي أنها وضعت في التابوت عطباً محلوجاً فوضعته فيه ، وقيل : أن الذي صنع التابوت مؤمن من آل فرعون اسمه حزقيل { فاقذفيه في اليمِّ } في البحر { فليلقه اليمّ بالساحل } يعني شاطئ البحر { يأخذه عدوّ لي وعدوّ له } كموسى وهو فرعون ، وروي أنها وضعته في التابوت وجَصَّصته وقبرته ثم ألقته في اليم ، وكان يسرع منه إلى بستان فرعون نهر كبير ، فبينما هو جالس على رأس بركته مع آسية إذ بالتابوت فأمر به فأخرج ففتح فإذا صبي أصبح الناس وجهاً ، فأحبه عدوّ الله حُبَّاً شديداً لا يتمالك أن يصبر عنه { وألقيت عليك محبة } خالصة أو واقعة { منّي } في القلوب ، فلذلك أحبك فرعون وكل من أبصرك ، روي أنها كانت على وجهه مسحة جمال ، وفي عينيه ملاحة ولا يكاد يصبر عنه من رآه { ولتصنع على عيني } أي لتغذى على محبتي وإرادتي ، وهذا من فصيح الكلام