جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَنِ ٱقۡذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقۡذِفِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ فَلۡيُلۡقِهِ ٱلۡيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأۡخُذۡهُ عَدُوّٞ لِّي وَعَدُوّٞ لَّهُۥۚ وَأَلۡقَيۡتُ عَلَيۡكَ مَحَبَّةٗ مِّنِّي وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَيۡنِيٓ} (39)

{ أَنِ اقْذِفِيهِ } : بأن ألقيه وضعيه . { فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ } : بحر النيل { فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ } جعل البحر كأنه ذو تمييز فأمره وأخرج الجواب مخرج الأمر { يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ{[3152]} } جواب فيلقيه وتكرير عدو للمبالغة . { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً } : كائنة { مِّنِّي } قد ركزتها في القلوب ، يحبك كل من يراك ، أو مني ظرف لألقيت ، أي : أحببتك ومن أحبه الله أحبته القلوب { وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } : لتربى و يحسن إليك بمرأى ، ومنظر مني كما يراعى الرجل الشيء بعينيه إذا اعتنى به ، تقديره ليتعطف{[3153]} عليك ولتصنع ، أو تقديره ولتصنع فعلت ذلك .


[3152]:والأولى أن الضمائر كلها إلى موسى فإنه هو المحدث عنه، والمقذوف في البحر و الملقى إلى الساحل، وإن كان هو التابوت بالذات إلا أن المقصود الأصلي موسى /12 منه.
[3153]:في النسخة (ن): ليتلطف