{ هم الذين كفروا وصدّوكم عن المسجد الحرام } ودخوله وذلك يوم الحديبية { والهدي } وهو ما يهدى إلى الحرم ، أي وصدوا الهدي { معكوفاً } أي محبوساً { أن يبلغ محلّه } وكان سبعون بدنة ساقها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عام الحديبية وأشعرها ، وأحرم بالحديبية ومنعه المشركون وكان الصلح ، وكتب الصلح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سهيل بن عمرو وكتبها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على وضع الحرب عشرين سنة ، وعلى أن يخلو له مكة عام القابل ليعتمر وهي عمرة القضاء ، فلمَّا تمَّ الصلح نحروا البدن ورجعوا إلى المدينة ، ثم خرج إلى خيبر ودخل مكة في العام القابل في ذلك الشهر فنزل قوله : { الشهر الحرام بالشهر الحرام } [ البقرة : 194 ] ثم بيَّن تعالى المعنى وكف المؤمنين عن الكافرين فقال سبحانه : { ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات } يعني أن الضعفاء من المؤمنين الذين كانوا بمكة ، وقيل : لولا كراهة أن يهلكوا رجالاً مؤمنين وأنتم تعرفون { فتصيبكم منهم معرّة } بإهلاكهم مكروه ومشقة لما كفَّ أيديكم عنهم ، وحذف جواب لولا لدلالة الكلام عليه ، قال جار الله : فإن قلتَ : أي معرة تصيبهم إذا قتلوهم وهم لا يعلمون ؟ قلت : تصيبهم وجوب الدية والكفارة وسوء قالة المشركين أنهم فعلوا بأهل دينهم مثل ما فعلوا بنا من غير تمييز { ليدخل الله في رحمته من يشاء } لأنه جعل ذلك لأجل هذا الغرض { ليدخل المؤمنين والمؤمنات } [ الفتح : 5 ] ، قيل : في الإِسلام بلطفه من الكفار { لو تزيلوا } لو تميز الكفار من المؤمنين ، وقيل : هم المؤمنون الذين في أصلاب الكفار لو تميزوا منهم { لعذَّبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً } ، قيل : بالسيف ، وقيل : بالنار
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.