تفسير الأعقم - الأعقم  
{هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡهَدۡيَ مَعۡكُوفًا أَن يَبۡلُغَ مَحِلَّهُۥۚ وَلَوۡلَا رِجَالٞ مُّؤۡمِنُونَ وَنِسَآءٞ مُّؤۡمِنَٰتٞ لَّمۡ تَعۡلَمُوهُمۡ أَن تَطَـُٔوهُمۡ فَتُصِيبَكُم مِّنۡهُم مَّعَرَّةُۢ بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ لِّيُدۡخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ لَوۡ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبۡنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا} (25)

{ هم الذين كفروا وصدّوكم عن المسجد الحرام } ودخوله وذلك يوم الحديبية { والهدي } وهو ما يهدى إلى الحرم ، أي وصدوا الهدي { معكوفاً } أي محبوساً { أن يبلغ محلّه } وكان سبعون بدنة ساقها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عام الحديبية وأشعرها ، وأحرم بالحديبية ومنعه المشركون وكان الصلح ، وكتب الصلح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سهيل بن عمرو وكتبها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على وضع الحرب عشرين سنة ، وعلى أن يخلو له مكة عام القابل ليعتمر وهي عمرة القضاء ، فلمَّا تمَّ الصلح نحروا البدن ورجعوا إلى المدينة ، ثم خرج إلى خيبر ودخل مكة في العام القابل في ذلك الشهر فنزل قوله : { الشهر الحرام بالشهر الحرام } [ البقرة : 194 ] ثم بيَّن تعالى المعنى وكف المؤمنين عن الكافرين فقال سبحانه : { ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات } يعني أن الضعفاء من المؤمنين الذين كانوا بمكة ، وقيل : لولا كراهة أن يهلكوا رجالاً مؤمنين وأنتم تعرفون { فتصيبكم منهم معرّة } بإهلاكهم مكروه ومشقة لما كفَّ أيديكم عنهم ، وحذف جواب لولا لدلالة الكلام عليه ، قال جار الله : فإن قلتَ : أي معرة تصيبهم إذا قتلوهم وهم لا يعلمون ؟ قلت : تصيبهم وجوب الدية والكفارة وسوء قالة المشركين أنهم فعلوا بأهل دينهم مثل ما فعلوا بنا من غير تمييز { ليدخل الله في رحمته من يشاء } لأنه جعل ذلك لأجل هذا الغرض { ليدخل المؤمنين والمؤمنات } [ الفتح : 5 ] ، قيل : في الإِسلام بلطفه من الكفار { لو تزيلوا } لو تميز الكفار من المؤمنين ، وقيل : هم المؤمنون الذين في أصلاب الكفار لو تميزوا منهم { لعذَّبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً } ، قيل : بالسيف ، وقيل : بالنار