تفسير الأعقم - الأعقم  
{قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (16)

{ قل } يا محمد { للمخلّفين من الأعراب } قيل : من تبوك عن أبي علي ، وقيل : عن الحديبية { ستدعون } اختلفوا في الداعي فقيل : هو رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : ان هذا لا يصح لما بيّنا من قوله : { لن تخرجوا معي أبداً } [ التوبة : 83 ] وعن قتادة : أنهم ثقيف وهوازن وكان ذلك في أيام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومعنى : { لن تخرجوا معي أبداً } [ التوبة : 83 ] ما دمتم على ما أنتم عليه من مرض القلوب والاضطراب في الدين ، أو على قول مجاهد : كان الوعد أنهم لا يتبعون رسول الله إلا متطوعين لا نصيب لهم في المغنم ، وقيل : الداعي أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) دعا إلى حرب معاوية وحرب أهل البغي { أولي بأس شديد } ، قيل هوازن وغطفان يوم حنين ، وقيل : فارس والروم { تقاتلونهم أو يسلمون } يقرون بالاسلام ويقبلونه ، وقيل : ينقادون لكم { فإن تطيعوا } هذا الداعي { يؤتكم الله أجراً حسناً } وهي الجنة { وأن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذاباً أليماً } قال ابن عباس : لما نزل قوله : { قل للمخلفين } قال أهل الزمان : كيف بنا يا رسول الله ؟ فنزلت : { ليس على الأعمى حرج }