غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡهَدۡيَ مَعۡكُوفًا أَن يَبۡلُغَ مَحِلَّهُۥۚ وَلَوۡلَا رِجَالٞ مُّؤۡمِنُونَ وَنِسَآءٞ مُّؤۡمِنَٰتٞ لَّمۡ تَعۡلَمُوهُمۡ أَن تَطَـُٔوهُمۡ فَتُصِيبَكُم مِّنۡهُم مَّعَرَّةُۢ بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ لِّيُدۡخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ لَوۡ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبۡنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا} (25)

1

ثم ذم قريشاً بقوله { هم الذين كفروا وصدّوكم } يعني يوم الحديبية { عن المسجد الحرام } أن تطوفوا به للعمرة { و } صدّوا { الهدى } أو صدّوكم مع الهدى حال كونه { معكوفاً } أي محبوساً ممنوعاً موقوفاً عن { أن يبلغ محله } المعهود وهو مني وقد مر تفسير الهدي ومحله والبحث عنه في " البقرة " . ثم بين حكمة المصالحة بقوله { ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات } وقوله { لم تعلموهم } صفة الرجال والنساء جميعاً على جهة التغليب . و { أن تطؤهم } بدل الاشتمال منهم أو من الضمير المنصوب في { تعلموهم } والوطء كالدّوس عبارة عن الإيقاع والإهلاك . وقوله { فتصيبكم } جواب النفي أو عطف على { أن تطؤهم } والمعرة " مفعلة " ممن العرالعيب كالجرب ونحوه . وقوله { بغير علم } متقدم في النية متعلق ب { أن تطؤهم } والفحوى أنه كان بمكة ناس من المسلمين فقال سبحانه : ولولا كراهة أن تهلكوا ناساً من المؤمنين فيما بين المشركين وأنتم غير عالمين بحالهم فتصيبكم بإهلاكهم تبعة في الدين لوجوب الدية والكفارة أو عيب بسوء قاله أهل الشرك ، إنهم فعلوا بأهل دينهم مثل ما فعلوا بنا ، أو أثم إذا جرى دينهم منكم بعض التقصير لما كف أيديكم عنهم ، والكلام يدل على هذا الجواب وفي حذفه فخامة وذهاب للوهم كل مذهب ، ويعلم منه أنه يفعل بهم إذ ذاك ما لا يدخل تحت الوصف . وجوّزوا أن يكون { لو تزيلوا } كالتكرير لقوله { ولولا رجال } لرجعهما إلى معنى واحد . والتنزيل التميز والتفرق ويكون { لعذبنا } هو الجواب . وقوله { ليدخل } تعليل لما دلت عليه الآية من كف الأيدي عن قريش صوناً لأهل الإيمان المختلطين بهم كأنه قيل : كان الكف ومنع التعذيب ليدخل الله مؤمنيهم في حيز توفيق الخير والطاعة ، أو ليدخل في الإسلام من رغب فيه من المشركين . وحكى القفال أن اللام متصل بالمؤمنين والمؤمنات أي آمنوا لكذا .

/خ29