جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡهَدۡيَ مَعۡكُوفًا أَن يَبۡلُغَ مَحِلَّهُۥۚ وَلَوۡلَا رِجَالٞ مُّؤۡمِنُونَ وَنِسَآءٞ مُّؤۡمِنَٰتٞ لَّمۡ تَعۡلَمُوهُمۡ أَن تَطَـُٔوهُمۡ فَتُصِيبَكُم مِّنۡهُم مَّعَرَّةُۢ بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ لِّيُدۡخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ لَوۡ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبۡنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا} (25)

{ هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي } : منعوكم عن الزيارة ومنعوا الهدى ، وهي سبعون بدنة { معكوفا } : محبوسا ، { أن يبلغ محله } : مكانه{[4667]} الذي يحل فيه نحره ، { ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات } أي : المستضعفون بمكة ، { لم تعلموهم } : لم تعرفوهم لاختلاطهم بالمشركين ، { أن تطئوهم } : أن توقعوا بهم وتقتلوهم في أثناء القتال بدل اشتمال من رجال ونساء ، أو من مفعول لم تعلموهم ، { فتصيبكم منهم معرة } : مكروه كوجوب الدية ، والتأسف عليهم ، وتعيير الكفار بأنهم قتلوا أهل دينهم ، { بغير علم } أي : تطئوهم غير عالمين بهم ، وجواب لولا محذوف ، والمعنى : لولا مؤمنون لم تعلموا وطأتهم وإهلاكهم وأنتم غير عالمين بإيمانهم ، لما كف أيديكم عنهم ، والفعل بهم ما لا يدخل تحت الوصف ولا يقاس ، أو معناه معرة حاصلة من غير سبق علم وتوجه ذهن ، { ليدخل الله في رحمته من يشاء } أي : تأخر العقوبة ، وكف أيديكم عنهم ليخلص من بين أظهرهم المؤمنين ، وليرجع كثير منهم إلى الإسلام ، ثم قال : { لو تزيلوا } : لو تميز الكفار من المؤمنين الذين بين أظهرهم ، { لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما } قيل : هذا جواب لولا ، و " لو تزيلوا " كالتكرير " لولا رجال " ، لأن مرجعهما واحد ،


[4667]:قال ابن عباس: نحروا يوم الحديبية سبعين بدنة فلما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها ورخص الله سبحانه لهم بجعل ذلك الموضع الذي وصلوا عليه، وهو الحديبية محلا للنحر، فلا ينتهض حجة للحنفية على أن مذبح هدى المحصر هو الحرم/12 فتح.