تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ} (2)

{ وما أدراك ما ليلة القدر } تفخيماً وتعظيماً ، والكلام فيه يقع من وجوه :

أولها : لم سميت ليلة القدر ؟

قيل : هي ليلة الحكم ، وتقدير الاستثناء في كل سنة { من كل أمر } من قولهم : قدر الله الشيء قدراً وقدره تقديراً ، يعني قالوا : وهي الليلة المباركة { فيها يفرق كل أمر حكيم } [ الدخان : 4 ] وسميت مباركة لأنه تعالى ينزل فيها الخير والبركة ، وقيل : ليلة القدر ليلة الشرف وعظم الشأن ، من قولهم : رجل له قدر عند الناس ، أي منزلة ، وقيل : لأن أعمال المؤمنين فيها يكون ذا قدر ، وقيل : لأنه أنزل فيها كتاباً ذا قدر إلى رسول ذا قدر .

وثانيها : أي وقت يكون ؟

ذهب جمهور العلماء أنها ثابتة إلى يوم القيامة ، " وعن ابي ذر قال : قلت : يا رسول الله ليلة القدر تكون على عهد الأنبياء ؟ قال : " لا بل هي الى يوم القيامة " ، وقال بعضهم : بل هي في السنة كلها ، وقيل : هي في شهر رمضان ، وعليه الأكثر ، والمروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو قول جماعة العلماء .

ثم في أي ليلة ؟

قيل : أول ليلة ، وقيل : ليلة تسع عشرة وهي التي كانت وقعة بدر صبحها ، وقيل : هي في العشر الأواخر ، والمروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " التمسوها في العشر الأواخر " ، ثم اختلفوا قيل : ليلة الحادي والعشرين ، وقيل : ليلةَ الثالث ، أو ليلة الرابع ، وقيل : ليلة الخامس أو التاسع أو السابع ، وقيل : هي ليلة السابع والعشرون . وعن علي ( عليه السلام ) وأُبي بن كعب وابن عباس ( عليهما السلام ) وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " ليلة القدر ليلة سبع وعشرين " ، وعنه أنه قال : " من كان متحرياً فليتحراها ليلة سبع وعشرين " ، وقيل : كان ملك سليمان خمسمائة شهر ، وملك ذي القرنين خمسمائة شهر ، فمن أحيى ليلة القدر فهو خير من ملك سليمان وملك ذي القرنين ، وقيل : { ليلة القدر خير من ألف شهر }