الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ} (2)

ثم فَخَّمَها سبحانَه بقوله : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القدر } قال ابن عيينة في «صحيح البخاري » : ما كانَ في القرآن : { وَمَا أَدْرَاكَ } فَقَدْ أعْلَمَه ، وَمَا قالَ : { وَمَا يُدْرِيكَ } فإنَّه لَمْ يُعْلِمْهُ ، وذكر ابن عبَّاس وغيره : أنها سُمِّيَتْ ليلةَ القَدْرِ ؛ لأنّ اللَّهَ تعالى يُقَدِّرُ فيها الآجالَ والأرزاقَ وحوادثَ العامِ كلِّها ، ويدفَعُ ذلك إلى الملائِكَة لتَمْتَثِلَه ، قال ( ع ) : وليلةُ القَدْرِ مستديرةٌ في أوتارِ العَشْرِ الأَواخِرِ من رمضانَ ؛ هذا هو الصحيحُ المُعَوَّلُ عليه ، وهي في الأوْتَارِ بحسْبِ الكَمال والنقصان في الشَّهْرِ ، فينبغي لمرتَقِبها أن يَرْتَقِبَها مِنْ ليلةِ عشرينَ في كل ليلةٍ إلى آخر الشهر ، وصحَّ عن أُبيِّ بن كعب وغيرِه : أَنها ليلةُ سَبْعٍ وعشرينَ .