فعجب إبراهيم أمره و{ قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي على أَن مَّسَّنِيَ الكبر } قرأ الأعرج : " بشَّرتُمونِي " بإسقاط{[19566]} أداة الاستفهام ، فيحتمل الإخبار ، ويحتمل الاستفهام ، وإنما حذفت أداته للعلم به .
وِ " على أنْ مسَّنيَ " في محل نصبٍ على الحال .
وقرأ{[19567]} ابن محيصن : " الكُبْر " بزنة " فُعْل " . قوله : " فبمَ تبشّرون " " بِمَ " متعلقٌ ب " تُبشِّرُون " ، وقدم وجوباً ؛ [ لأنه ]{[19568]} استفهام وله صدر الكلام .
وقرأ{[19569]} العامة : بفتح النون مخففة على أنها نون الرفع ؟ ولم يذكر مفعول التبشير ، وقرأ نافع بكسرها ، والأصل : تبشروني فحذف الياء مجتزئاً عنها بالكسرة .
وقد غلطه أبو حاتم ، وقال : هذا يكون في الشعر اضطراراً .
وقال مكي : " وقد طعن في هذه القراءة قومٌ لبُعدِ مخرجِها في العربيَّة ؛ لأنَّ حذف النون التي تصحبُ الياء لا يحسنُ إلاَّ في الشِّعر ، وإن قُدِّر حذف النون الأولى حذفت [ علم ]{[19570]} الرفع من غير ناصب ، ولا جازم ؛ ولأنَّ نون الرفع كسرها قبيحٌ ، إنَّما حقُّها الفتح " .
وهذا الطعن لا يتلفت إليه ، لأنَّ ياء المتكلم قد كثر حذفها مجتزءاً عنها بالكسرة ، وقد قرئ بذلك في قوله تعالى : { أَفَغَيْرَ الله تأمروني } [ الزمر : 64 ] كما سيأتي بيانه إن شاء الله –تعالى- .
ووجهه : أنَّه لما اجتمع نونان أحدهما نون الرفع ، والأخرى نون الوقاية استثقل اللفظ ، فمنهم من أدغم ، ومنهم من حذف ، ثم اختلف في المحذوفة ، هل هي الأولى ، أو الثانية ، وتقدَّم الكلام على ذلك في سورة الأنعام [ الأنعام : 80 ] .
وقرأ ابن كثير{[19571]} بتشديدها مكسورة ، أدغم الأولى في الثانية ، وحذف ياء الإضافة ، والحسن : أثبت الياء مع تشديد النون ، ورجح قراءة من أثبت مفعول : " يُبشِّرُون " وهو الياء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.