قوله : { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ } أي المسلم .
قوله : { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بالذي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ } أي : خلق أصلك من تراب ، وهذا يدلُّ على أنَّ الشاكَّ في البعث كافرٌ .
ووجه الاستدلال أنَّه ، لمَّا قدر على [ الابتداء ]{[21067]} ، وجب أن يقدر على الإعادة .
وأيضاً : فإنَّه تعالى ، لمَّا خلقك هكذا ، فلم يخلقك عبثاً ، وإنَّما خلقك للعبودية ، وإذا خلقك لهذا المعنى ، وجب أن يحصل للمطيع ثوابٌ ، وللمذنب عقابٌ ؛ ويدلُّ على هذا قوله : { ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } أي : هيَّأك تهيئة تعقل وتصلح أنت للتكليف ، فهل يحصل للعاقل مع هذه الآية إهمال أمرك ؟ ! .
قوله : { مِن نُّطْفَةٍ } النُّطفة في الأصل : القطرة من الماء الصافي ، يقال : نَظفَ يَنطفُ ، أي : قطرَ يَقطُر ، وفي الحديث : " فَخرجَ ، ورَأسهُ يَنطفُ " وفي رواية : يَقطرُ ، وهي مفسِّرةٌ ، وأطلق على المنيِّ " نُطفَةٌ " تشبيهاً بذلك .
أحدهما : أنه حالٌ ، وجاز ذلك ، وإن كان غير منتقلٍ ، ولا مشتقٍّ ؛ لأنه جاء بعد " سوَّاك " إذ كان من الجائز : أن يسوِّيهُ غير رجل ، وهو كقولهم : " خَلقَ الله الزَّرافةَ يَديْهَا أطْولَ من رِجْلَيْهَا " وقول الآخر : [ الطويل ]
فَجاءَتْ بِهِ سَبْطَ العِظامِ كأنَّما *** عِمامَتهُ بيْنَ الرِّجالِ لِوَاءُ{[21068]}
والثاني : أنه مفعول ثانٍ ل " سَوَّاكَ " لتضمُّنه معنى خلقك ، وصيَّرك وجعلك ، وهو ظاهر قول الحوفيِّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.