قوله تعالى : { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ } الآية ، لما ذكر منافع الأرض السماء بيَّن أنَّها غير مخلوقة لذاتها ، بل بكونها وسائل إلى منافع الآخرة ، فقال : " مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ " أي من الأرض .
فإن قيل : إنَّما خَلَقَنَا{[24926]} من النُّطْفَةِ على ما بَيَّنَ في سائر الآيات{[24927]} .
الأول : أنَّه لمَّا خَلَق{[24928]} أصلنا وهو آدم -عليه السلام{[24929]}- من تُرابٍ كما قال تعالى : { كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } حسن إطلاق ذلك علينا{[24930]} .
الثاني : أنَّ تَوَلُّدَ الإنسان إنَّما هو من النطفة ودم الطمث ، وهما يتولدَّان من الأغذية ، والغذاء إما حيواني أو نباتي ، والحيواني ينتهي إلى النباتي ، والنبات إنما يحدث{[24931]} من امتزاج الماء والتراب ، فصح أنه سبحانه خَلَقَنا مِنْهَا ، وذلك لا ينافي كوننا مخلوقين من النطفة .
الثالث : روى ابن مسعود أن مَلَكَ الأرحام يأتي إلى الرَّحيم حين يكتب أجل المولود ورزقَه ، والأرض التي يُدْفَن فيها ، وأنه يأخذ من تراب تلك البقعة وينثره على النطفة ، ثم يدخلها في الرحم{[24932]} . ثم قال : { وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ } أي عند الموت{[24933]} ، { وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أخرى } عند{[24934]} البعث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.