قوله : { فَأجْمِعُوا } قرأ أبو عمرو " فاجْمَعوا " بوصف الألف وفتح الميم . والباقون : بقطعها مفتوحة وكسر{[25343]} الميم{[25344]} ، وقد تقدم تحقيق ذلك في سورة يونس{[25345]} .
و " كَيْدَكُم " مفعول به ، وقيل : هو على إسقاط الخافض أي : على كَيْدِكم وليس بشيء{[25346]} . فأما قراءة أبي عمرو فهي من الجمع{[25347]} أي لا تدعوا شيئاً من كَيْدِكُمْ إلا جئتم به بدليل قوله : { فَجَمَعَ كَيْدَهُ } {[25348]} .
ومعنى القراءة الباقين قيل : معناه الجمع أيضاً تقول العرب : أجمعت الشيء وجمعته بمعنى واحد{[25349]} .
والصحيح أن معناه العزم والإحكام قال الفراء : الإجماع{[25350]} الإحكام والعزيمة على الشيء{[25351]} . أي أجمعُوا كُلكم على كيده مجتمعين له ولا تختلفوا فيختل أمركم{[25352]} .
{ ثُمَّ{[25353]} ائتوا صَفّاً } أي : جميعاً ، قاله مقاتل والكلبي{[25354]} .
وقيل : أي : مُصْطَفِّين مجتمعين ، ليكون أنظم لأمركم وأشد لهيبتكم{[25355]} .
وقال أبو عبيدة ، والزجاج{[25356]} : الصَّف موضع الجمع ، ويسمى المصلى صفاً ، أي : ائتوا المكانَ الموعودَ الذي تجتمعون فيه ليعيدكم{[25357]} .
قوله : { صَفًّا } يجوز أن يكون حالاً من فاعل " ائْتُوا " أي ائْتُوا مصطفين{[25358]} أي ذوي صَفٍّ فهو{[25359]} مصدر في الأصل{[25360]} .
وقيل : هو مفعول به أي : ائْتُوا قوماً صفًّا{[25361]} ، وفيه التسمية بالمصدر . أو هو{[25362]} على حذف مضاف أي ذوي صف .
قوله : { وَقَدْ أفْلَحَ } قال الزمخشري : اعتراض بمعنى : وقد{[25363]} فاز من غلب{[25364]} .
يعني بالاعتراض : أنه جيء بهذه الجملة ( أجنبية من كلامهم ومقولهم ، لأن من جملة قولهم :
{ قَالُواْ يا موسى إِمَّآ أَن تُلْقِيَ }{[25365]} ، وهذه الجملة ){[25366]} أعني : قوله : { وَقَدْْ أَفْلَحَ } من كلام الله تعالى ، فهي اعتراض بهذا الاعتبار . وفيه نظر . لأن الظاهر أنها من ( مقولاتهم قالوا هذا تحريضاً لقومهم على القتال وحينئذ فلا اعتراض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.