اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (9)

{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم } وإنما قدم ذكر «العزيز » على ذكر «الرَّحِيم » لأنه لو لم يقدِّمه لكان ربما قيل : إنه رحيم لعجزه عن عقوبتهم ، فأزال هذا الوهم بذكر «العزيز » وهو الغالب القاهر ، ومع ذلك فإنه رحيم بعباده ، فإن الرحمة إذا كانت عن القدرة الكاملة كانت أعظم وقعاً{[36886]} . فإن قيل : حين ذكر الأزواج دلَّ عليها بكلمتي الكثرة والإحاطة ، وكان لا يحصيها إلا عالم الغيب ، فكيف قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } ؟ وهلا قال : لآيات ؟ . فالجواب من وجهين :

أحدهما : أن يكون ذلك مشاراً به إلى مصدر «أنبتنا » فكأنه قال : إن في ذلك الإنبات لآية .

والثاني : أن يراد : إن في كل واحد من تلك الأزواج لآية{[36887]} .


[36886]:انظر الفخر الرازي 24/120.
[36887]:المرجع السابق.